تجمع شعراء المغرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أول تجمع أدبي شعري مغربي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زهرة في وهد الجفاف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسان داودي
عضو
عضو



المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 12/12/2010

زهرة في وهد الجفاف Empty
مُساهمةموضوع: زهرة في وهد الجفاف   زهرة في وهد الجفاف I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 12, 2010 10:28 am



زهرة في وهد الجفاف
لم يعد الكلام يجدي نفعا ، بعد ان استنفذت كل الوسائل لانصلاحه ، لم تفلح كل محاولاتها ليعود الى جادة الصواب . فبالرغم من تمسكها واستماتتها صبرا، والتمهل معه ليعود الى جادة صوابه ، لم تلق منه الا الاصرار في السفالة والانحطاط، تائها في نزواته
وهتراته الغريزية ، لم يدع لها مجالا لمساعدته حتى يتدارك نفسه قبل فوات الاوان .
لم يراعي حالة اسرته الصغيرة ، لم يكترث حتى من اجل زهرة رصعت عقد رباط الحب الذي وحدهما.
في حولها الثاني وبحاجة الى حنان الابوة وعطفها، كل ذلك معدوم في قاموس فهمه للحياة،
ضرب بكل التقاليد والواجبات عرض الحائط ، انساق وراء سراب ابدعته الليالي الماجنة
في بارات ماخورية فاحشة ، كان يقضي جل لياليه هناك حتى الشفق ، ينتقل من حانة الى اخرى صحبة مومس افتتن بجمالها فأصرفته عن رشده معتقدا أنه يحبها ، ولطالما ألحت عليه ليقترن بها ، لكنه يبرر بالطفلة الصغيرة كحجة لتمسكه بزوجته ، مستمهلا اياها حتى بلوغ الفتاة سن الرشد.
صمدت الزوجة المهاضة تكافح لاجل ابنتها وألم الخيانة يعصر قلبها ، عزمت أن تقاوم للحفاظ على زواجها ،أخذت تلين له في العتاب لعله يتعقل ويعترف بخطاه ، تتمنى ولو يبادربإشارة على ندمه ، لتحضنه بحرارة ل ،وتسامحه على كل ما مضى ، وتطفئ نار المهانة المتقدة في الاوصال والمستعرة كبركان تئط حممه للانفجار ، استطاعت ان تكتم عذابها مراعاة لأيام الحب التي كانت بينهما منذ سنوات خلت.
لم تنسى ايام الشباب عندما جمعتهما جدوة عشق دامت سنتين قبل ان تتوج باحلى خاتمة وهي الزواج، كانا في الجامعة معا وتصادفت ظروفهما لينسجهما كحبيبين ، اذ تخرج هو وحصل على وظيفة ، اما هي فقد تخلت عن العمل عندما حملت بأول مولود ،
كانت في وظيفة مهمة وبكامل ارادة دون تدخل أحد ضحت بكل ذلك ، من اجل رعاية أسرتها التي اعتبرتها أهم شيء في حياة المراة .
بيد انه في ذلك اليوم المشهود وبعد فقدت الامل وبلغ منه السئم مبلغه ، وبعد ان خرج الى عمله ، استغلت الفرصة لتجمع اغراصها وحاجيات ابنتها لتغادر البيت خلسة دون ان يشعر.
بها احد.
وقبل ان تجتاز العتبة علقت على الباب صورة غرفة يلفها سواد ونقطة بيضاء في وسط
الظلام الدامس، ثم تحتها صورة طفلة عمياء تلوح بيدبها كانها تطلب النجدة ودموع حمراء تسيح من مقلتيها كجرح ينزف دما، فكتبت تحته
هذه صلة الدم من الأجدى ان تروى بها التربة،والا فسدت في العروق وتحولت الى وباء ، ثم رسمت وردة ذبلت أوراقها وعودها آيل للسقوط ، وبعدها كتبت
اذا اقحلت الارض واجذبت بالجفاف تنذر اهلها بالرحيل .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زهرة في وهد الجفاف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تجمع شعراء المغرب :: منتدى القصة القصيرة-
انتقل الى: