عيناكِ الزرقاء
...تذكرني عينيكِ الزرقاء بأسماء القبيلة
منذ أغمدتُُ السيف في خاصرة الذاكرة،
و قطعتُ تواريخ الميلاد،و مسحتُ تواريخ البطولة.
تذكرني عيناكِ الزرقاء....
برائحة التراب، و لون الدمع و حزن الطفولة
حبيبتي،تذكرني بفستان نومها الأسود
بفرحتها في ليلتها الأولى مع الغريب
على سرير الموت......
و أنت لما تبقى هكذا مُُبهماً خائفاً،
غريباً عن خبز الأهل،تركتَ خلفكَ شفاه الشجر
و إستسلمتَ لصدر الحبيب
ليذبحك خارج أسوار العروبة .
عيناكِ الزرقاء، لم تراني مُفعماً بأغنية الأرض
مُنتشياً بالنشيد،لم تُلاحظ بكائي على الرفات.
كُنتُ وحيدا، كسمفونية الشتاء
أبحثُ في الكنانيش عن إسمكِ الثلاتي
من بين أسماء القبيلة.
عيناكِِ الزرقاء،تسرقني من الحروف حين أكتبُ
لكِ أني أحبكِ،لكنك إختفيتِ.......
آه،أرضي أين أنتِ الآن...؟
ألا زلتي تمشطين بالمشط العاجي،
و تغارين من شفتيكِِ، و تضعين الكحلَ
في زرقةِِ عينيك،و تضحكين ليخرج العشب من يديك،آه....أرضي
تُذكرني عيناكِ الزرقاء،بأشياء كثيرة،
عُمرُ الصبا،حرقة الأرامل على حبة القمح
جنازة أشجار الزيتون،
خوف الحجرِ من القدر...
موسيقى النبيد،
إمرأةٌٌ حُبلى بالنشيد لمن رحلوا أو سيرحلوا
عن بستانكِ الجميل أيتها الأرض..
تُذكرني عيناكِ الزرقاء
بأشياء كثيرة، أقول مكرهاً إني أحبكِ و أقبلك
و لو إنتهيتُ،فلن تكون القبلة الأخيرة...
[center][/center]