و مع هذا الحقد أكرهك أكثر
وُلدت إنسانا و بطقسك لم أعد كالبشر
كل يوم يصير الكون أكبر
و تبقى أنت في عيني أصغر
علماؤك كهل خيط لهم الثغر
يُصَلون لك و لا قدسية إلا للخالق الأكبر
منزل الماء و منبت الشجر
حسبي الله ما أجرأهم على القدر!
أليس الله من يبعث المطر ؟
ليحيي النبات و الزهر
و أنتم تزرعون في الناس الضجر
تفتون بتعليب الهواء و جعله حجر
باسمكم... بجهلكم للناس أعتذر
لن أكون مريدا مسخا معكم أؤسر
باسمكم يدمن الوطن السََُكر
فتنتفض أناه المريضة في الحضر
و ينبش ثقوب ذاكرة الدهر...
يستعير حذاء عسكريا لابن زياد الأمير
و سيفا لهولاكو ليفشي الذعر
مُفتوكَ عيونهم بين أحور و أعور
فكيف يشفي من له الدهر قهر؟
و من فرغ فاه منهم أو رأى أو شعر
فلا شيء سوى تسبيح لك بالليل و النهر
ليقر عينك و ربما يقول لا غيرك أكبر
قرون سادية و من المحزونين تثأر
رأس الحسين بكربلاء إلى أحمد الزعتر
و مضللوك بقتلاك و سباياك في فخر
فهل خلقتَ فظيعا زُفر؟
لتنهم اليابس و الأخضر
لن يسقط عنك العار لما سببته من كدر
لأبناء سام في الحضر و الوَبَر
يا علماء الوطن ماذا دهاكم؟ أأنتم في سحر؟
أفتوا في الناس العدل و انبذوا الفقر
و أعلوا كلمة الله و لا تسألوا الأجر
و انتظرو من الظالم الكيد و الشر
و أعلنوها حربا على كل مستبد فجر