السمارة
ذاكرة من منفى جميل... و حنين
تخنقني الحروف و دموع الأنين
على فراق حبيبة الغياب ...
و إني لتعروني لذكراها آلام و عذاب
ّّّ
""""""
صورة شارع وحيد مكتنز كخصر نؤوم الضحى
تجيد رقص الحسان
صحاريك ترجعني إلى أرض عبقر
و رمال حبيبتي لا شبه لها
فأنبش ذاكرة الدهر ...
و يولد من رحمك عنثرة و جميل
زرق العباءات بيض العمامات...
و عبلة على حين غرة تمر ...
و يلبسني الحنين ...
لشجر الطلح الذي استوطنه البعد
و إبل الوادي و شموخها
فينجب الطلح شعراء و ثوارا
تربت بينهم جذور الانتماء
و السمارة حبيبتي تعانق أنجم السماء
لولا الدهر قاس لما قدمت الأعذار ...
و لكن لك مني كل الاشعار
يا جميلة رغم القهر الدفين
انتظري شعري يصل مداك الحزين
وتاتي " القبليّ" رياحا عاتية و لا تمحو سواد حجارتك...
و هي المقلة من تحت شفر الجفن
كنت أشرد في رواسيها ليلا بالسفن
أتيه في القصيد فيؤول لونك كحلا حبري
لا تقلقي حبيبتي ...
فالذئب يعوي صارخا إذا شبع و تارة ضاحكا إذا جاع
و أنا و الذئب و انت لا يؤمن سرورنا ...
لا تقلقي حبيبتي ...
قبر "أدنبي" سيطلعك برحلتي
و أديس أخذ شعلة من شجر الطلح و مدها ببلسم الرتم
سأعبر كهف "أمغار" ليدلني
على أطلس الكبير يحمل شوقي لك عبر قباب السماء