عَـفـْوًا بـِأيَّـةِ بــُشــْـــرى جــئــت يـا عـيــدُ * فـالـعــهـد تـَـعـْـلـَمــُــــه ُغــَـــمّ ٌوَتـَسـْهــيــدُ
حـَوْلٌ مـضـى ومـضى مـن قـَبْـلـِهِ فـَرَحي * عـُـسـْـرًا تـُعـيــدُ؟ أيُـسـْـرًا بـعــده الـجـودُ؟
هـذا أيـا عـيـد شـأنــي مـا خـَـلا قـَدَمــــــي * مِــنْ عـثــرة أغتدي والــدَّرب مَـسـْـــدودُ
بـيـنـي وبـيــنَ مـَـطــامـِـحــي مــُكــابـَـدَةٌ * فـَـشـاهـِـدي شـيـبةٌ كــذا الـتــَّجــاعــيـــــدُ
دونــِي وَعـِـزِّي عــَلـْـيــاء ٌعـَلـَتْ وَنــَــأَتْ * ودون أَهـْـلــي حـِـجابٌ وَهـْوَ مَـرْصــــودُ
أَمــْري كـَـمـَـنْ ســِجـْـنــُه ُبـَريّـَةٌ رَحـُبـَــتْ * لا يَــرْتـَجـِي هـَربــًا هـَـلْ تــُؤْمــَنُ الـبـيـدُ؟ُ
كــأنـَّــها طيرةً مـِـنــِّي الــعُـلا أَبـِـقـَـت *أ َصِــرْتُ نــَحـْـسـًـا وجـِـنـْـسـُـهُ مـَـنا كـيـدُ؟
أُسـَـرُّ كـيـف وعـمـري ضـاع فـي كـَمـَــدٍ * ضـاع الـمُــنـَى والرجاء اليوم مـفـقــودُ
من شابه حاله حالي أفي نغم * سلوانه؟ أتسليه الأَغـــاريـــــدُ؟
اليـأس شَـبـَّـتْ بـجـسـمـي نــاره وَهــَـجًا * يـَـأْسي سـُـؤالٌ لمــرفـــوض و مـــــردودُ
أغـــدو وأَلــْــفُ فــجـيـعــة مـعــي جُـنـُبــًا * أ ُفٍّ عـلـى ذلكم إنـِّـــي لــَمــَحــســـــودُ
أبـْـكــي أنـَـا، بِــدَمٍ عـَـيـْـنـَـيَّ قـد هـَـمـَـتــَـا * والــخـَـطـْـبُ أوْطــاننا بـاقٍ بـهـا الـصِّـيـدُ
أيـْـن الــســيــوف وأيــن الـخـيـل أيـنــهـمۥ * جُـنـْدُ الإلــــه أهــلْ غـــاب الـصـنـاديــــدُ؟
يـَحـُـــزُّ فــي الـنفس أن تـَـرى كذا وَطـَنــًا * يَـقـْـتـَـادُهُ جُـمــلـــة قـــــَـــــوْم ٌرَعـــاديــــدُ
فُــرسانُـنـا انـقـرضـوا أم شـُـلـَّتْ أَدْرُعـُهـُمْ * صـمُّـوا أم أحْـسـَبُـهـُـم عـَـمُـوا الأَجـاويـدُ؟ُ
ذُلـُّــوا بـِحـُـب ملــــذات فـشـــرذمــهـــــــم * ضُعــف الـقـلوب فـلا اسْـتــَقـْوَى لَهُم عـودُ
وبَـاؤُهـــُـــم جُـبـْنهم غــازٍ مـَـرابـِـطــهــــــم * فـالـنَّـفـس مـُـرْعـَـبـةٌ والــعَـجـْـزُ مَـنـْشــودُ
شتى غدا الرأي والصمـت الرهـيـب هَـوًى * والأَمــرُ فـي هوج والـعــزمُ مـحــدودُ
اسـتـفـحـل الـداء واسـتـعـصى فـَما العـمـل * كـالـكـَيِّ قـلْ: ربـَّـما الإِذعــانُ مـحـمـــودُ
فـالـهِـِمـَّة ُافـْتـَقـَدَتْ بــَـواطـِـــــنَ الـمـُهــَـجِ * والـمــجــد لا ذِكــْـــرُه ُ لـَديـْـــهِ تـَـرْديـــــدُ
وَعـِــزَّة ٌأصـبـحـــت أُنــثــــى بـِـلا رَحــِـمٍ * فـكـيـف يـُمـْسـي إذن لهـا الـمــــوالـــيـــدُ
تــاه الــصـِّـراط الـقـَـويـــم ُمِـن مَذاهِـــبـِـنا * كــُـلُّ الـنـَّــوامـيــسِ تـَـنـْصـيـرٌ وتـَهـْـويــدُ
صـار العريق الأصول بـيـنـنـا هـــُـــــزُؤًا * صــار الـتـُّـراثُ ظـــلاما والـتـَّـقـالـــيـــــدُ
والـديــن صـار أسـاطـيـرا وذي حُـجَـجي * الـــزُّهدُ مـُسْـتـَبـْعـَدٌ والـفِـلــْسُ مـعـبــــودُ
وا حــَــــرَّ قلبي أنا! كــم زادنــــي حـَــزَنـًا * قـــَـولٌ بـلا عـمـل والـنَّـفـْي ُمـقـصـــــــودُ
دمــاؤنـا سـُفِـكـَـت هـَدْرا مـتـى انـتــقـمــوا * لـهـا مـتــى كــان لـلـجــهــاد تـجـنــيـــــدُ؟
داســت كــرامَـتَـنـا نـِعــالُ مــن فـَسـَقــــوا * ووَعْـدُهـــم كــَـذِبٌ زَعــْــم ٌ وتــَفـْـنــــيـــدُ
لـَمـَّـا حسبـنـا على الإرهـــــــاب كـــان لــنــا * وَهُــمْ رُعـــاة ٌلـــَــهُ شـَـجْــبٌ وتــنــديـــــدُ
ســــلاحــنـا عـَـبـْـرَة ٌحـَـرَّى نـُكـَفـْكـِفـُهـــا * وَهُــم ْ لـَهـُـم دائـمـا فـي الـجِــد ِّتـجـديــد ُ
بِـالـعِـلـمِ قـد حـقـقـــوا مـا حـقـقـــوا أسَـفِي * في الجـهــل قد غدرت بنا الــمــواعـيــــدُ
عبد الغفور مغوار في: نونبر2009