ملهمة الشعوب''الدمقراطية''

متى سنكون في الموعد مع ملهمة الشعوب ''الديمقراطية''؟؟ هل العيب فينا’ أم في كبريائها ؟؟ من يوشوش في أدنيها لتغض الطرف عن لهفنا ؟ من أعلاها فوق جراحنا  ؟ هل قدرنا أن نظل سيزيف طيفها ؟ أسئلة لازلنا نبحث عن أجوبة
شافية لها لتبلل عطشنا السرمدي لهده اللعبة. مهما يكن من أمر فلن نستسلم لهده المتاريس الآدمية’التي تأبى أن نختلي بها لنحكي لها عن معاناتنا مع سادية الآخر’وعن عبث الزمن بنا,مهما قست علينا فلن نقدم للقدر مفاتيح هزائمنا,لأننا دقنا كل أصناف العذاب في سبيل عقد القران معها, كم مرة تحرشت بنا في عز المظاهرات,وكنا قاب قوسين أو أدني من المسك
بتلابيبها المرعبة,لكن حراس العهد القديم وقفوا كالجدات لهدم عمارات أحلامنا,فتسللوا فجرا إلى حصون قلاعنا ونسفوا
الحفل,وأودعوا العروس في  مكان آمن تحت الإقامة الجبرية,وتركوا العريس ينعم بما طاب من أطباق الحرمان .كدب من
قال أن التاريخ لا يعيد نفسه..,لكن هدا العود تارة يطل علينا من شرفة القمع والتسلط ’وتارة يقتحم غرفة أحلامنا ليفسد خلوتنا مع خليلتنا المفترضة ''الديمقراطية''.بالأمس القريب كادت عربة البوعزيزي أن تصبح تيتانيك الشعوب العربية
المضطهدة.وشربنا أنخاب الفرحة,قبل الصعود على ظهرها,والجميع يرقص فوق حبل النجاة’أمله أن يقطف وردة في أقاصي الكلام, لكن أمواج الديكتاتورية أبت أن تكتمل الفرحة,وسعت بجد  بأن تعيد عقارب الساعة إلى نقطة الصفر.

أملنا الوحيد أن تجود السماء علينا بنوح جديد من جلدتنا  يجيد القيادة,ويوصلنا إلى الجود وما دلك على الله بعزيز.
منطق الأشياء علمنا أن السنونو لا يعلن قدوم الربيع لوحده,فليلزم أسراب كثيرة من نوعه,ليحدث دلك,وهدا ما ينطبق
على الشهيد الأعزل البوعزيزي.قدم نفسه قربانا للديمقراطية ,فأمسى كئيبا كحمامة تاه عنها سربها.هده الأخيرة بدل أن
تتمم مشوار المعركة.تكالبت عن سراب الغنيمة من فوق,ولنا في معركة أحد ما يشفي غليل طمعنا.ونسينا أن جيوشنا
لا تتقن تأمين الحدود,بقدر ما تتفانى في التنكيل بأبنائها.