بشرى شاكر عضو مجلس الإدارة
المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 30/04/2008 الموقع : http://almokhlissa.maktoobblog.com/
| موضوع: حوار الوهم الأربعاء أغسطس 06, 2008 12:03 pm | |
| حوار الوهم
منذ مدة، كنت أحدث أستاذة، فدار بيننا حوار طويل و كنت خلال الحوار أحاول أن أجيب على أسئلتها و لكني في الأساس كنت أجيب نفسي فقد كان حوارا بيني و بينها،وجدت أنني لم أكن احتاج لانتقاء الأجوبة أو الكلمات فقد كنت أرد على حديث داخلي يدور بيني و بين وهمي... عفوا اقصد بيني و بين ضميري.
سألتني أو سألني وهمي: لماذا حينما نقوم بعملنا بإتقان و بضمير مهني نعتبر حمقا و نتعرض للمشاكل من طرف كل الناس سواء زملاء عمل أو غيرهم، لماذا يعدون من يعمل بضمير كأنه دابة يرمون كل حمولهم على ظهرها حتى ينقسم و يزيدونها حتى تقع؟؟
قلت : ربما لأننا نمشي في طريق غير طريقهم و ربما لأننا نمثل لهم الشيء الذي مات عندهم، فيريدونه أن يموت لدينا أيضا و كأنهم يكسرون تلك المرأة التي ينظرون إليها فتبرز لهم عيوبهم.
قالت لي: و لكن إنني حتى بالإدارة أتعرض لأنواع من المضايقة بل إني الوحيدة التي تطالب بانجاز عملها رغم أني أنجزه، مع أن الآخرين لا ينجزون منه شيئا و أنا التي يطلب مني عمل إضافي ، بل يطلب مني انجاز عمل الآخرين أيضا و يسمح لهم بالغياب بدون سبب و لا يقبل مني و إن كان لدافع قوي.
أجبت و قلت: اسمعي -و اسمع يا وهمي-،
في حين انك تعملين بضمير حي و تريدين أداء عملك على أحسن وجه هم بالمقابل يرون ذلك جبنا و ربما خوفا من فقد مكانتك و مرتبتك ، لذلك فهم يريدون منك المزيد لأنهم لم يعتادوا على رؤية احد يخاف الله في عمله و- يحلل رزقه-، فبالنسبة لهم هذا الشخص إما مسه ضرب من الجنون و إما يخاف العقاب و اللوم و إما هو متعال و يريد أن يبرز قيمة عمله على حسابهم هم و ربما يفعلون ما يفعلون لسبب بسيط كما سبق و قلت لك يريدون كسر المرآة التي تعكس عيوبهم و يظنون أنهم سوف يحسون بالراحة إن جعلوك في صفهم و لكنهم سوف يفعلون هذا مع كل من يروه شبيها لك و سيستمرون هكذا فقد أصبحت لعبتهم المفضلة أن يقتلوا الوهم.
و استمر حوارنا طويلا بين اخذ و رد، تشابهت الردود و الأجوبة و تطابقت الأسئلة إلى أن أصابني الشرود و وجدت نفسي أجيب بصوت لست ادري أسمعته من كنت أحاورها أو سمعه فقط وهمي الذي كان يحاورني، وجدت نفسي أقول:
إن عالمك بالعمل هو جزء مصغر عن وطن اكبر بل عن دنيا كبيرة غريبة و إن أردت حل لما أنت فيه فهناك حلان إما أن تعملي ما تفعلينه لوجه الله و لا تنتظرين ثوابا من أحد، آنذاك تحكمين ضميرك و لا تأبهي لكل من لا يعجبه ذلك و يحاول إيذاءك و إما أن تنتبهي لهم و تحزني بسببهم و يستمر حزنك إلى أن يعلموك أن صوت ضميرك هو مجرد حوار وهم و حينئذ سوف يأتي يوم ينتهي فيه الوهم و يموت الضمير و تحذين حذوهم و تنظرين بعيونهم و ترين مثلهم، كل صاحب ضمير أبلها مغفلا و هكذا ستضمنون الاستمرارية لحديث الوهم.
حينما أنهيت كلامي ، خيم صمت عميق و نظرت كل واحدة فينا إلى مكان أخر و كأننا نتجنب النظر في عيون بعض و ربما كنا ننظر إلى مكان الوهم بداخلنا و ربما اختارت كلا منا حلا من الحلين ، أما عني، فأقول لكم إني اخترت الحل المتعب أي الحل الأول فلا أريد أن يتحول ضميري إلى وهم ينتهي بعده الحوار.
بشرى شاكر
| |
|
سمية شهيدي عضو
المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 11/01/2014
| موضوع: تهنئة السبت يناير 11, 2014 2:16 pm | |
| أهنئك على اختيارك الحل المتعب لأنه عين العقل و أنصح به الجميع و نفسي قبلهم | |
|