تجمع شعراء المغرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أول تجمع أدبي شعري مغربي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المشي يتعب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاطف عبد الفتاح
المدير العام لتجمع شعراء المغرب
المدير العام لتجمع شعراء المغرب
عاطف عبد الفتاح


المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 27/04/2008
العمر : 41
الموقع : http://haditarouh.maktoobblog.com

المشي يتعب Empty
مُساهمةموضوع: المشي يتعب   المشي يتعب I_icon_minitimeالإثنين أبريل 28, 2008 12:43 pm

المشي يتعب…
بقلم عاطف عبد الفتاح.

- البطالة تتعب…
قال حسن جملته البسيطة المليئة بالدلالات ليكسر الصمت السائد بينه وبين صديقه عبد الحق منذ وقوفهما قرب فرن (با دريس) كما تعودا...فوافقه صديقه بحركة من راسه وأضاف:
- لم لا نقوم بشئ يكسر هذا الروتين اليومي الذي جثم على أنفاسنا..لم لا نبحث عن عمل.
ابتسم حسن ساخرا وقال :
- أين هو هذا العمل الذي تريد البحث عنه (خدموحتى المجازين)
تحفز عبد الحق وأجاب متحمسا أنه لم يقصد ببحته عن عمل أن يجدا وظيفة عمومية لأن لا الظرفية ولا الشواهد التي معهما يسمحان بذلك بل قصد أن يقوما بعمل حر.
أثارت الفكرة حسن أو (بهيجة) كما يسميه أولاد الدرب فتحمس لكنه سرعان ما اكتأب من جديد فلا رأسمال يملكانه ليحققا ما اقترحه صديقه.
لكن عبد الحق وبثقة عالية أضاف أن لديه مشروعا لن يكلفهما سوى تلاثين درهما ومردوده وفير وربحه أكيد.
أثلجت كلمات عبد الحق صدر حسن فحته على المواصلة.
- لقد مررت البارحة بأحد الأحياء الراقية حيث يقطن القضاة والمقاولون من ذوي الدخل المرتفع ولا يخفى عليك أن هؤلاء يملكون سيارات فخمة يحبون الاعتناء بها فقلت لنفسي لم لا نقوم بأخذ مكان هناك على الرصيف لغسلها لهم خصوصا أني لم ألحظ أحدا يقوم بهذا العمل.
تسارعت دقات قلب حسن لكلام صديقه فكل ما قاله رائع...انه مشروع بسيط غير مكلف لكن دخله سيكون جيدا.فقال:
- وما الذي تنتظره هيا قبل أن يسبقنا شخص اخر الى هناك.
أوقفه عبد الحق ضاحكا وقال:
- رويدك يجب أولا أن نوفر تلاثين درهما.
- لماذا
- يجب أن نشتري برميلا كبيرا نضع فيه الماء ومسحوق تنظيف و اسفنجا.
- نعم لكن لا أملك سوى عشر دراهم.
- أنا املك عشرين درهما سنتوجه الان صوب السوق لنقتني ما نحتاجه ومن هناك سنتوجه الى الحي الراقي..ولا أخفي عليك أنه بعيد جدا وأمامنا مسيرة نصف يوم لنصله...
- لا عليك فنحن متعودان على المشي.
أول مشكلة صادفت الصديقين أن ثمن البرميل خمسون درهما وكل ما بقي بحوزتهما بعد شراء الاسفنج ومسحوق التنظيف خمسا وعشرين درهما لكن لحسن الحظ رضي بائع البرميل بأخذ نصف الثمن وبطاقة أحدهما حتى ياتياه بالباقي.
واصلا المسير دونما كلل أوتعب الى أن وصلا الحي في ساعة متأخرة فطافا تعبين يحملان البرميل فوق رأسيهما يبحثان عن حارس ليلي يبيتان قربه حتى الصباح ليباشرا عملهما.
أخيرا وجداه وبعد أن شرحا له الموقف رضي باستضافتهما.
ما ان لاحت الخيوط الأولى من الصبح حتى كان الصديقان قد اختارا مكانا وضعا فيه البرميل بعدما ملأه لهم الحارس ماء وشمرا على ساعديهما في انتظار أول سيارة.
ها قد فتح باب البيت الذي أمامهم وخرج منه رجل أشيب الفودين تبدو عليه النعمة والبدخ..فرك الصديقين يديهما استعدادا ورددا بصوت واحد:
- ( يا فتاح يا رزاق )
علت الدهشة وجه الرجل فصاح بهما :
- ماذا تفعلان هنا ..ما هذا البرميل
- سيدي لقد جئنا لنقوم بغسل السيارات في هذا الحي ونتمنى أن تكون سيارتكم الأولى ان سمحتم بذلك.
أسرع الرجل بالدخول الى بيته ومنى الصديقان نفسيهما خيرا وقال حسن:
- لقد دخل ليخرج السيارة من المرأب..كنت متأكدا أن اليوم يوم سعدنا.
لكن لم يكد حسن يكمل جملته حتى اكتظ المكان بسيارات الشرطة والقائد كل هؤلاء لم يأتولغسل سياراتهم لكن من أجل طرد الدخيلين اللذان لم يجدا مكانا اخر غير هذا ليمارسا فيه جنونهما...
لم يبق أمام الصديقين سوى حمل البرميل ومغادرة الحي واثار الخيبة والجوع والتعب تعلو محياهما..
تثاقلت أرجلهما فالطريق الى البيت طويل والحمل ثقيل وصاحب البرميل ينتظر النصف الباقي من الثمن . فجأة وجدا من اشترى منهما البرميل بخمسين درهما فطارا الى السوق وأعطيا صاحب البرميل ما تبقى من الثمن وأخذا البطاقة وأسرعا الخطو صوب البيت الذي وصلاه في المساء.
بعد أن تناولا ما سدا به رمقهما واستمتعا بنوم عميق التقيا صباح الغد عند الفرن كما تعودا فقال عبد الحق :
المشي يتعب...
واستغرقا في الضحك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المشي يتعب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تجمع شعراء المغرب :: منتدى القصة القصيرة-
انتقل الى: